مقدمة مكتبة أهل البيت (ع)
  قرناء القرآن»(١)، وما أروع ما قاله مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه التحف شرح الزلف ط ٣/ ٣٩٨، وذلك في سنة ١٣٨٦ هـ، ١٩٦٦ م:
  «وأقول والله تعالى سائل كل قائل: إنه ليشق علينا ما وقفنا عليه من مباينة كثير للمنهج القويم، وعدولهم عن الصراط المستقيم، وقد انصدعت على هذا الأسلوب طائفة، واشتدت من متأخريهم المكاشفة والإنحراف، والبعد عن الإنصاف، مع الزهو والخيلاء والتفيهق والتبجح، ولو أدركهم الأئمة الهداة كإمام اليمن الهادي إلى الحق، أو إمام الجيل والديلم الناصر للحق، أو الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، أو الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، أو غيرهم من أعلام الهدى رضوان الله عليهم، النافين عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين، لهتكوا أستارهم، وكشفوا عوارهم، فإنهم أضرّ على الدين من كثير من سلفهم المتقدمين، وقد فارقتهم عصابة المحقين، وإن لم يكن لهم همم السابقين، مع ابتلائهم بفساد الزمن، وغلبة الفتن، ولعمر الله لقد أصبحنا في زمان كما قال أمير المؤمنين #: (القائل فيه بالحق قليل).
  ومن أعجب البدع أن كثيراً من المتقشفين - الذين صدق فيهم قوله #: (يقول: أعْتَزِل البدع، وفيها وقع) -، يعدّ الخوض فيما هذا حاله مما لا يعني، وليته يميز بين ما يعني، وما لا يعني، أيها المتقشف لو جرى الكتاب والرسول ÷ على مهذبك في التصوّن، هل كان يتميز موحد من مُلْحد، أو محق من مبطل؟
(١) الثواقب الصائبة.