نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[اعتراضات على أدلة حجية إجماع العترة وجواباتها]

صفحة 137 - الجزء 1

  ٢ - الجواب الثاني: من أصل الإعتراض، وهو أن المراد بأهل البيت $ في الآية الشريفة زوجاته ÷، وقد تخلل في الوجه الأول الذي فرغنا منه كلام لم يكن هذا المكان موضعه، لكن الحديث يجرّ بعضه بعضاً.

  خذا أنف هرشا⁣(⁣١) أو قَفَاها فإنه ... كلا جَانبيْ هرشا لهن طريق

  وتحقيق الجواب الثاني أنه لا يصح أن يكون لفظ أهل البيت يعود إلى الزوجات؛ لأنه لو كان كذلك لوجب أن يكون إجماعهن حجة، ولا قائل بذلك، وإنما قلنا أنه يلزم أن يكون إجماعهن حجة لمثل الذي قلناه في إجماع أهل البيت $ من نفي الرجس المذكور في الآية، وتحرير الدلالة على ذلك في مواضعها من كتب الزيدية، زين الله علومها بأقمار العترة المحمدية.

  خيال: زعموا أن أول الآية وما بعدها في ذكر الزوجات، فيجب أن يكون أهل البيت الزوجات لتوسط هذا اللفظ بين ذكر الزوجات أولاً وآخراً.

  جوابه: من وجهين:

  أولهما: ما قدمناه من تحقيق لفظ أهل البيت ووقوعه على ذرية الرسول ÷ وامتناع وقوعه على الزوجات، كما مر تقريره وتلخيصه.

  الوجه الثاني: أن جمل القرآن يجوز أن يتخلل بعضها بعضاً والمراد ببعضها غير المراد بالآخر، وقد ورد ذلك في سورة الصافات حيث قال تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا


(١) هرشا: كسكرى؛ ثنية قرب الجحفة، (ق)، من هامش (أ).