[اعتراضات على أدلة حجية إجماع العترة وجواباتها]
  تَعْبُدُونَ ١٦١}[الصافات] وهذا خطاب موجه إلى بني آدم، ثم قال حكاية عن الملائكة: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ١٦٤}[الصافات] ثم رد الخطاب إلى بني آدم، فقال: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٦٨}[الصافات] وهذا عين ما نحن فيه، ذكر الله تعالى في أول الجمل الزوجات، ثم ذكر أهل البيت، ثم رجع إلى ذكر الزوجات.
  إعتراض: ذكره سيدنا الإمام العلامة فخرالدين عبدالله بن حسن الدواري، أيده الله تعالى، قال: «هذا ما ذكر أصحابنا في وجه دلالة الآية، وفيه نظر؛ لأنه يقال: ليس في عصمتهم مَا يقضي بكون قولهم حجة، ولهذا فإن كل واحد من الخمسة معصوم، وقول الواحد منهم ليس بحجة، إلاّ قول أمير المؤمنين # لدلالة غير العصمة»، هذا كلام سيدنا منقول من بعض حواشيه، وبيض الكاغد(١) من دون جواب.
  الجواب عن هذا الاعتراض من وجهين:
  · أحدهما: أن الآية دلت على عصمتهم، والخبر دل على أن قولهم حجة، وهو قول النبي ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(٢) ... إلى آخره، فقرن بين العترة والكتاب، وقد ثبت أن كتاب الله حجة، فوجب لاقترانهم به أن يكون قولهم حجة، وإلاّ بطل معنى الإقتران وهو لا يجوز.
(١) الكاغد: القرطاس معرّب، تمت قاموس.
(٢) تقدم تخريجه.