نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[اعتراضات على أدلة حجية إجماع العترة وجواباتها]

صفحة 138 - الجزء 1

  تَعْبُدُونَ ١٦١}⁣[الصافات] وهذا خطاب موجه إلى بني آدم، ثم قال حكاية عن الملائكة: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ ١٦٤}⁣[الصافات] ثم رد الخطاب إلى بني آدم، فقال: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٦٨}⁣[الصافات] وهذا عين ما نحن فيه، ذكر الله تعالى في أول الجمل الزوجات، ثم ذكر أهل البيت، ثم رجع إلى ذكر الزوجات.

  إعتراض: ذكره سيدنا الإمام العلامة فخرالدين عبدالله بن حسن الدواري، أيده الله تعالى، قال: «هذا ما ذكر أصحابنا في وجه دلالة الآية، وفيه نظر؛ لأنه يقال: ليس في عصمتهم مَا يقضي بكون قولهم حجة، ولهذا فإن كل واحد من الخمسة معصوم، وقول الواحد منهم ليس بحجة، إلاّ قول أمير المؤمنين # لدلالة غير العصمة»، هذا كلام سيدنا منقول من بعض حواشيه، وبيض الكاغد⁣(⁣١) من دون جواب.

  الجواب عن هذا الاعتراض من وجهين:

  · أحدهما: أن الآية دلت على عصمتهم، والخبر دل على أن قولهم حجة، وهو قول النبي ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي»⁣(⁣٢) ... إلى آخره، فقرن بين العترة والكتاب، وقد ثبت أن كتاب الله حجة، فوجب لاقترانهم به أن يكون قولهم حجة، وإلاّ بطل معنى الإقتران وهو لا يجوز.


(١) الكاغد: القرطاس معرّب، تمت قاموس.

(٢) تقدم تخريجه.