نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[اعتراضات على أدلة حجية إجماع العترة وجواباتها]

صفحة 141 - الجزء 1

  الفائدة السادسة من أصل المسألة: وهي هل يعتد بمن في جانب الإمامية من أهل البيت في حصر مسألة الإمامة في أولاد السبطين.

  واعلم: أن خلاف الإمامية ومن في جانبها لا يعتد به في هذه المسألة، وإنما كان الأمر كذلك لوجهين:

  أولهما: أن مذهب الإمامية حادث في زمن المأمون بن هارون، قال السيد الدامغاني في رسالته المسماة «بالجوهرة الخالصة عن الشوائب في العقائد المنقومة على جميع المذاهب»: «إن أول من وضع مذهب الإمامية أبوالدوانيق⁣(⁣١)، لما أثخن القتل في أولاد الحسن، وعرف أنه لا يزال يخرج عليه من العلوية قائم بالخلافة، ورأى جماعةً من الشيعة تذكر قيام القائم بالإمامة، وتعتقد أن إمامها منصوص عليه، وهو غائب عنها، وهم الكيسَانية، فلاحت له الحيلة، فأعملها في جماعة من أصحابه، وبعث إلى الأقطار، وأمر ببث هذا المذهب في جهال الشيعة، وهم لا يشعرون، وصنع له نسخةً، ووضعها مع بعض أصحابه، وأمرهم بالتشيع وإظهاره». انتهى

  وقيل: مذهب الإمامية وضعه المأمون، ينفر الناس من الخروج مع الأئمة من أولاد الحسن، وجعله شبهة ليعميهم، وقال المأمون مفتخراً: «رأيي في صرف الناس عن محبة أولاد الحسن خير من رأي آبائي»، معناه: أن رأي آبائه كان حصد شجرة النبوة، وإطفاء نورهم، وأبى الله إلاّ ظهوره، ولهذا لا يعتد بخلاف مَنْ في جانب الإمامية من العترة؛ لأن إجماع أهل البيت $ سابق لمذهب الإمامية، وابتداؤه على اختلاف الروايتين


(١) ستأتي ترجمته.