نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[توضيح فسق معاوية بالدليل]

صفحة 175 - الجزء 1

  قلنا: فيلزم من القول بأن من حارب إمام الحق فَسَقَ فِسْقُ معاوية وأصحابه⁣(⁣١)، وإلا فما الإخراج من الإلزام لنا⁣(⁣٢) في الرد عليهم أنه لا خلاف بين المعتزلة والزيدية، في فسق طلحة، والزبير، وعائشة، وإنما فسقوا لخروجهم على إمام الحق، وهاهنا أصل وفرع وعلة وحكم، فالأصل خروج طلحة والزبير وعائشة، والفرع خروج معاوية، والعلة محاربة إمام الحق، والحكم فسق المحارب.

  لنا ما روي عن النبي ÷: أنه قال لعلي #: «تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين⁣(⁣٣)»⁣(⁣٤)، فالناكثون طلحة والزبير، والمارقون الخوارج، والقاسطون معاوية وأصحابه⁣(⁣٥).


(١) (ب): فسق الثاني فاعل يلزم، تمت.

(٢) في (ب): وإلاَّ ما المخرج لنا.

(٣) في (أ): «تقتل الفاسقين والقاسطين والناكثين»، وما أثبتناه من (ج).

(٤) قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/١/ ١٣٠:

روى الإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي بسنده إلى صاحب المحيط بالإمامة، يبلغ به ابن عباس ®: أن رسول اللَّه ÷ تزوج زينب بنت جحش؛ ثم تحول إلى بيت أم سلمة فلما تعالى النهار انتهى علي إلى الباب فدقه دقاً خفيفاً، عرف رسول اللَّه ÷ دقه؛ فقال: «يا أم سلمة، قومي فافتحي له الباب، فإن بالباب رجلاً ليس بالخرق ولا بالنزق، ولا بالعجل في أمره، يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله».

فقامت ففتحت؛ فدخل علي #؛ فقال: «يا أم سلمة، هو علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة، اسمعي واشهدي، علي أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وعيبة علمي وباب الدين، والوصي على الأموات من =