نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

من أهم عوامل التأليف

صفحة 17 - الجزء 1

  إذْ كان فيه بغيتي المقصودة، وضالتي المنشودة، فقمتُ بتحقيقه على تبلبل البال، وكثرة الأشغال، وتزاحم الأعمال، رجاءً للثواب، وإعانة للأصحاب، بل الأخوة الأحباب، فكنت أنتهز الفرصة عند سنوحها في الأسبوع فما دونه الساعة والساعتين حتى أعان الله على إنجازه، بمنِّه وعونه، فالرجاء من الأخوة الدعاء بنيل الجزاء، والله أسأل أن يجعل هذا العمل نفعاً للإسلام والمسلمين، وإرغاماً للعتاة المفسدين، الذين يبغون الغوائل لهذا المذهب المتين، وأن يجعلني وعملي من المقبولين، إنه هو الجواد الكريم.

من أهم عوامل التأليف

  إن من يتصفّح التاريخ بإمعان يجد أن عصر المؤلف يعتبر شامة في جسم التاريخ، ويجد المؤلف غرة تلك الشامة؛ إذ أن عصره كان زاخراً بالأفذاذ أمثال:

  الإمام علي بن المؤيد، والإمام المهدي أحمد بن يحيى، والإمام الناصر صلاح الدين، وعشرات الأئمة والأعلام، ويلاحظ أن أهل هذا العصر كانوا مقبلين كل الإقبال على طلب العلوم وتحصيلها، يظهر ذلك في نبوغ كثير من أهله، ويتجلى في بلوغ الإمام المهدي أحمد بن يحيى # درجة الإمامة وهو في الثامنة عشرة من عمره، كما ذكره مولانا شيخ الإسلام وإمام أهل البيت الكرام/ مجدالدين في التحف ص ٢٧٧ الطبعة الثالثة، ولكنه مع هذه المزية لم يَخْلُ من كائد يحاول زعزعة المذهب الزيدي، بل اجتثاثه لو تمكن من ذلك، مما حدى بالمؤلف إلى إنشاء هذه القصيدة كالشكاية، مخاطباً بها إمام زمانه، وهو الإمام الناصر لدين الله صلاح الدين محمد بن علي بن منصور بن مفضل بن الحجاج، يلتمس منه إشفاء غلته بكشف الستار عن أولئك المتسترين تحت ستار الولاء