نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[أدلة من قال بنفاق معاوية]

صفحة 199 - الجزء 1

  ومنها قوله ÷: «من فرح بموت عالم فهو منافق»، وهذا في العالم مطلقاً، فكيف بأعلم الأئمة الطاهرين؟!

  ومشهور أنه لما سمع بموت الحسن # خَرَّ ساجداً، ذكره في كتاب الدولتين وغيره، وأظهر الفرح بذلك، وقيل: إنه حين بلغه موت الحسن #، أمر ابن عباس بالدخول عليه، وشحن مجلسه بأكابر دولته، وحشمه، وقراهِمَته، فلما دخل ابن عباس، ®، نعى إليه الحسن # في معرض الشماتة بموته، فخرج ابن عباس ®، وهو يقول:

  أصبح اليوم ابن هند شامتاً ... ظاهر النخوة⁣(⁣١) أن مات الحسن

  رحمة الله عليه إنه ... طال ما أشجى ابن هند وأرن⁣(⁣٢)

  ولقد كان عليه عُمْرُه ... مثل رَضْوا وثبير وحصن⁣(⁣٣)

  قال المنصور بالله #: اسْترَّ معاوية - لعنه الله - بموت الحسن #، سروراً ما اسْترَّ به إلاَّ المشركون، لأن المعلوم ضرورة أن النبي ÷ كان يغتم بموت الحسن غماً شديداً، فما حكم من سره ما يغم رسول الله ÷؟


= فيك»، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ومثله في: مسند أبي يعلى ٣/ ١٧٨ برقم ١٦٠٢، فضائل الصحابة ٢/ ٦٨٠ برقم ١١٦٢.

(١) النخوة أي: النشوة، من هامش (أ)

(٢) رانه: غلبه. تمت قاموس، من هامش (أ).

(٣) جبل بنجد، ومنه المثل أنجد من رأى حصناً، تمت قاموس، من هامش (أ).