[أدلة من قال بنفاق معاوية]
  ومنها قوله ÷: «من فرح بموت عالم فهو منافق»، وهذا في العالم مطلقاً، فكيف بأعلم الأئمة الطاهرين؟!
  ومشهور أنه لما سمع بموت الحسن # خَرَّ ساجداً، ذكره في كتاب الدولتين وغيره، وأظهر الفرح بذلك، وقيل: إنه حين بلغه موت الحسن #، أمر ابن عباس بالدخول عليه، وشحن مجلسه بأكابر دولته، وحشمه، وقراهِمَته، فلما دخل ابن عباس، ®، نعى إليه الحسن # في معرض الشماتة بموته، فخرج ابن عباس ®، وهو يقول:
  أصبح اليوم ابن هند شامتاً ... ظاهر النخوة(١) أن مات الحسن
  رحمة الله عليه إنه ... طال ما أشجى ابن هند وأرن(٢)
  ولقد كان عليه عُمْرُه ... مثل رَضْوا وثبير وحصن(٣)
  قال المنصور بالله #: اسْترَّ معاوية - لعنه الله - بموت الحسن #، سروراً ما اسْترَّ به إلاَّ المشركون، لأن المعلوم ضرورة أن النبي ÷ كان يغتم بموت الحسن غماً شديداً، فما حكم من سره ما يغم رسول الله ÷؟
= فيك»، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ومثله في: مسند أبي يعلى ٣/ ١٧٨ برقم ١٦٠٢، فضائل الصحابة ٢/ ٦٨٠ برقم ١١٦٢.
(١) النخوة أي: النشوة، من هامش (أ)
(٢) رانه: غلبه. تمت قاموس، من هامش (أ).
(٣) جبل بنجد، ومنه المثل أنجد من رأى حصناً، تمت قاموس، من هامش (أ).