[حكم من أجاز الترضي عن معاوية]
  أنه عدو لله، أفلا نتأدب بآداب الله، ونقتدي بأنبياء الله؟!، هذا خليل الله تبرأ من أبيه، لما رآه عدواً لله، أفلا نتبرأ من عدوٍ لله لا نسب بيننا وبينه.
  ومن الحجة القاطعة على من والى معاوية - لعنه الله - ويرضي عنه قوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا ءَابَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}[المجادلة: ٢٢] الآية فنفى الله بهذه الآية إيمان من والى محادِّيه(١)، ولو من القرابة القريبة، ومن حارب إمام الحق فقد حاد الله، بدليل أنه لا يجوز أن يثبت بأحد اللفظين، وينفى بالآخر، فلا يقال هو محارب لله غير محاد، ولا محاد لله غير محارب، بل يعد من قال ذلك مناقضاً جارياً مجرى من قال: هو محارب لله غير محارب، محاد لله غير محاد، فحصل لنا أن من يرضّي عن معاوية، لعنه الله، فقد خرج عن الإيمان، لموادة عدو الله؛ لأن الترضية مودة، بل هي ثمرة المودة، فمن أراد أن يخرج عن اسم الإيمان، بنص المحكم من القرآن، فليرضّ عن معاوية ويواده.
  خيالات: قالوا معاوية كاتب الوحي لرسول الله ÷، وختنه، وصاحبه، فكيف يجوز التبري منه؟
  قلنا: أما كونه كاتباً، فليس كتابة الوحي عاصمة للكاتب عن الخطأ والمعصية، أولم يكن عبد الله بن أبي سرح كاتباً للوحي؟ حتى نزل قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ١٢}[المؤمنون] حتى قال تعالى: {فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا}[المؤمنون: ١٤] فقال عبد الله بن أبي سرح: فتبارك الله أحسن الخالقين، سبق لسانه
(١) في (ج): محاداً له.