نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[حكم من أجاز الترضي عن معاوية]

صفحة 203 - الجزء 1

  بذلك رسول الله ÷، فقال ÷: هكذا أنزلت⁣(⁣١)، فاكتب، فارتد ابن أبي سرح، وكفر، ولحق بمكة، وقال: إن كان محمد نبياً فهو نبي، قال: لأن القرآن إن كان نزل على الرسول ÷، فقد نزل عليه بزعمه، وإن كان من تلقاء نفس الرسول ÷، قال: فقد جاءَ به من تلقاء نفسه، فلو كانت الكتابة تعصم صاحبها من الكفر، عصمت ابن أبي سرح.

  وأما كونه صاحباً لرسول اللَّه ÷ فصحبته من جنس صحبة عبدالله بن أبي سرح، وكذلك صحبة أبيه.

  وأما كونه ختناً لرسول الله ÷ لمكان أم حبيبة، رحمها الله، فقد كانت تحت رسول الله ÷ صفية بنت حيي بن أخطب، وأخوها يهودي، فأوصت له، فذلك أصل جواز الوصية لأهل الذمة.

  وكونه خالاً للمؤمنين فلا تعصمه من النار؛ لأن ولادة النبوة⁣(⁣٢) أبلغ في باب الحرمة من خؤولة الإيمان، فلم تعصم ولد نوح ولادته لما عصى الله سبحانه وتعالى، ولله من قال:

  يا أمة ملك الضلال زمامها ... فتهالكت في خالها الملعون


(١) في (ج): نزلت.

(٢) في (أ): البنوة.