[حكم من أجاز الترضي عن معاوية]
  بذلك رسول الله ÷، فقال ÷: هكذا أنزلت(١)، فاكتب، فارتد ابن أبي سرح، وكفر، ولحق بمكة، وقال: إن كان محمد نبياً فهو نبي، قال: لأن القرآن إن كان نزل على الرسول ÷، فقد نزل عليه بزعمه، وإن كان من تلقاء نفس الرسول ÷، قال: فقد جاءَ به من تلقاء نفسه، فلو كانت الكتابة تعصم صاحبها من الكفر، عصمت ابن أبي سرح.
  وأما كونه صاحباً لرسول اللَّه ÷ فصحبته من جنس صحبة عبدالله بن أبي سرح، وكذلك صحبة أبيه.
  وأما كونه ختناً لرسول الله ÷ لمكان أم حبيبة، رحمها الله، فقد كانت تحت رسول الله ÷ صفية بنت حيي بن أخطب، وأخوها يهودي، فأوصت له، فذلك أصل جواز الوصية لأهل الذمة.
  وكونه خالاً للمؤمنين فلا تعصمه من النار؛ لأن ولادة النبوة(٢) أبلغ في باب الحرمة من خؤولة الإيمان، فلم تعصم ولد نوح ولادته لما عصى الله سبحانه وتعالى، ولله من قال:
  يا أمة ملك الضلال زمامها ... فتهالكت في خالها الملعون
(١) في (ج): نزلت.
(٢) في (أ): البنوة.