[حكم يزيد]
  وحمل أهل بيت رسول الله ÷ ونساءهم إلى الشام كالسبي المجلوب، وقتل من أولاد المهاجرين والأنصار ستة آلاف، وأباح حرم رسول الله ÷، وأوطيت الخيل حوالي قبر رسول الله ÷، وحصر بيت الله الحرام وأهله، وحرقه بالنار، فأي حرمة لله لم تُنْقض في أيامه، ولما جيء برأس الحسين # مقطوعاً نكّت بالقضيب ثناياه، وتمثل بأبيات ابن الزبَعْرى:
  ليتَ أشيْاخي ببدرٍ شهدوا ... جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ
  فأهلّوا واستهلّوا فرحاً ... ثم قالوا يا يزيد لا شللْ
  لستُ من عتبة إنْ لم أنتقم ... من بني أحمدَ ماكان فعل(١)
(١) قال ابن حابس ¦ في كتاب الإيضاح شرح المصباح - شرح الثلاثين المسألة - ص ٣٤٣ م ط ١:
وأقبل [أي: يزيد بن معاوية] ينكِّت ثنايا الحسين #؛ وهو يقول:
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسلْ
فأهلّوا واستهلّوا فرحاً ... ثم قالوا يايزيدُ لا شللْ
فجزيناهم ببدر مثلها ... وأقمْنا مَيْلَ بدر فاعتدلْ
لستُ من شيخيَّ إنْ لم أنتقم ... من بني أحمدَ ما كان فعلْ
وهذه الأبيات قال بعضها ابن الزبعرى شاعر قريش يوم أحد، وزاد يزيد البعض من أبياتها، فلابن الزبعرى الأول والثالث، وليزيد الثاني والرابع، وكلامه هذا فيه أوْفى دليل على كفره، لأنه جعل ما وقع من ذلك انتقاماً بما فعله رسول الله ÷، انتهى.