نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

ترجمة المؤلف

صفحة 20 - الجزء 1

  ويُقْتدى به في كل قول صالح وعمل؛ إمام لأهل العبادة، قد زيّنه الله بالتقوى والزهادة، وكمّله بفصاحة اللسان، التي لا توجد الآن في إنسان، من النظم والنثر، والتصانيف الرائقة، والحكم الفائقة.

  ثم ذكر جواب الإمام الناصر لدين الله محمد بن علي بن محمد $ عليه؛ وفيه من درر الكلام ما يدل على فضله، وفضل الإمام @، وهو ما لفظه:

  وصل كتابه الجامع للمحاسن، الفارق بين العذب الزلال والآجن الآسن؛ فتعطّل جيد الخلافة بدرره، وتثمر وجه الحال بغرره، متجلبباً بالعجب، جامعاً للأدب، قد ملأ الدلو إلى عقد الكرب، وضمَّنه ما هو أشهى من المن والضرب⁣(⁣١)؛ ولعمري، لقد أصبح منشؤه عميد الفصاحة وناموسها، ويافوخ البلاغة وقاموسها، وما هو إلا لطائم المسك الأذفر⁣(⁣٢)، وكرائم اليم الأخضر، كنوز الرموز، ورموز الكنوز، وأفكار الأبكار، وأبكار الأفكار، نبّه ووعظ، وقرض وأيقظ، لله دره من منطيق! وما ذكره من كلام الشافعية فالغيرة من الإيمان، وينبغي الذب عن الحوزة الزيدية، والانتصار للأسرة النبوية، باليد واللسان، والسيف والسنان؛ فلا زالت تلك الروية تنبذ الجواهر الطريفة، وتقذف بالدرر الشريفة، والله يمد مدته، ويحرس كريم مهجته، ويعيد من بركاته، والله يعلم أن القلب يأنس به، ويعتقد فضله وكرمه؛ ويأنس بأهل الدين لا يهضم لهم جانب، وهو في الحياة ... إلخ كلامه المتين النبوي، والمعين العلوي، عليهم أفضل تحياته وسلامه.

  قال: وكان إبراهيم الكينعي | يعظّمه تعظيماً عظيماً، ويكرمه.


(١) الضرب: العسل.

(٢) الذفَر، محركة: شدة الريح، وبالسكون أذفر وذفر: جيّد إلى الغاية.