[حكم من نسب التلبيس إلى الهادي #]
  فقال: شاهت الوجوه، إني سمعت رسول الله ÷ يقول: «من آذى علياً، فقد آذاني، ومن آذاني، فقد آذى الله، ومن آذى الله، أدخله النار»(١) أو كما قال.
  ولا شك أن أذيةَ الهادي # أذية لعلي #، وليت شعري من أين يسمى الهادي ملبساً؟ أبنشرهِ الإسلام في اليمن؟! أم بإحيائه لما مات من الفرائض والسنن؟! أم برحضه له عن درن الإلحاد؟! أم بَعَلِّه(٢) من نحور القرامطة أطراف الصعاد؟! أم بتجرعه كأسات المصارع والجلاد(٣)؟! أم بمشاكلته لعلي في علمه وبراعته؟!، ومماثلته في نصرة الإسلام للأسد في خلقه وشجاعته؟! أم بمشابهة الأنبياء في خصافة يقينه، ومشاكلة الملائكة في عقد عزائم دينه؟! أم بإعادته على الدين ناموسه، وتفجيره من العلوم قاموسه(٤)؟! أم بتثبيته لقواعد الإسلام، وتصنيفه للمنتخب والأحكام، وإشادته لما اندرس من علوم آبائه الأئمة الأعلام، وطمسه ما رسمه أولي الكفر والإجرام، واقتطافه بذي الفقار رؤوس الباطنية الطغام، وحصده جيوش الملاحدة في كل مقام، ونصبه لجبينه في رهج الصدام لشواجر الرماح ونوافذ السهام، حتى أباد من جيوش الإلحاد كل لهام، وفلق من رؤسهم كل قحف وهام؟!
  ومن شعره عليه الصلاة والسلام:
  الخيل تشهد لي وكل مثقف ... بالصبر والإبلاء والإقدام
(١) تقدم تخريجه.
(٢) أعلّه: أي سقاه السقية الثانية، من هامش (أ).
(٣) وهي المقاتلة، وعطف الجلاد عليه من باب العطف التفسيري، من هامش (أ).
(٤) هو معظم ماء البحر، من هامش (أ).