نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[ترجيح مذهب الأئمة عليهم على غيره]

صفحة 254 - الجزء 1

  ودوّخ به ذوي الكفر والإجرام، فالرجاء في جود الله وفضله انتشار كلمة الحق في الآفاق، وعلو كلمة الملك الخلاق، وانبساط عدله في الأمصار، وخفوق بنود راياته في الأقطار، ويجعل الله على يديه إعزاز جنده، وإنجاز وعده، فيفتح له الأرض، ذات الطول والعرض، وقد لاحت تباشير صبح هذا الأمل، وظهرت لنا آيات هذا العمل إن شاء الله تعالى، وما ذلك على الله بعزيز.

  هذه نبذة في أحوال العترة الطاهرة، وقد ظهر بها لمن كان له عقل فضل أهل البيت $، فإنهم على هذه الأحوال، لم ينطفِ لعلومهم مصباح، ولم يخْفَ له صباح، علومهم في كل فن ضاحكة الرياض، عذبة الحياض، أنيقة الأزهار، طيبة الأنهار، ليس فن من فنون العلم إلاّ وقد بلغوا أطوريه، واستولوا على سماه ونجومه وقمريه.

  لنا قمراها والنجوم الطوالع

  وانظر إلى تصانيفهم الفائقة، وعلومهم الرائقة، كيف ملأت أقاليم الزيدية، واستقلت في هداية أهل الملة المحمدية، وما أجدر مذهبنا بقول القائل:

  وإنك شمس والملوك كواكبٌ ... إذا طلعَتْ لم يبقَ منهن كوكب

  وأما كون الزيدية موصوفين بالقلة فهذه خصلة مدح، وهي من مزاياهم الحسان، وصفاتهم الحائزة للبر والإحسان.

  وفي كلام علي # للحارث بن حوط حين قال: أترى يا أمير المؤمنين أن أهل العراق (يعني أصحاب علي) مع قلتهم على الحق، وأن أهل الشام (يعني أصحاب معاوية - لعنه الله تعالى -) مع كثرتهم على الباطل؟