[ترجيح مذهب الأئمة عليهم على غيره]
  ومالي جرم(١) غير لم أقرب الخنا ... ولم أشرب الصهبا ولم أدع بالغدر
  ونحن فقد تمسكنا بالعروة الوثقى، وآثرنا الدين على الدنيا، فإن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، كلمة من الله، ووصية من رسول الله ÷، والعاقبة للمتقين، وعندنا بحمد الله لكل حالة آلة، ولكل مقام مقالة، فعند المحن الصبر، وعند النعماء الشكر، ولقد كُذِّبَ محمد ÷ بضع عشرة سنة، فما أتهمناه بنبوته، وشُتِمَ أمير المؤمنين # على فروع المنابر ألف شهر، فما شككنا في إمامته، وأنظر الله إبليس المدة الطويلة، فلم نرتاب في لعنته، وقد قال شاعرنا يفتخر بما نحن فيه من الأحوال، شعراً:
  نحن بنوا المصطفى أولو محن ... تجرعها في الحياة كاظمنا
  عظيمة في الأنام محنتنا ... أولنا مبتلىً وآخرنا
  ولكن مع اليوم غد، ومع السبت أحد، ونرجو أن يكون قد عاد المعصم إلى سواره، ورجع الحق إلى قراره، واستقر الملك في معدن الرسالة، ومختلف الملائكة، لما أظهر الله لإمام عصرنا وحجة دهرنا مولانا أمير المؤمنين الناصر لدين الله رب العالمين محمد بن أمير المؤمنين ~ بالكرامات، وأيده به من الآيات، وفتح له من الثغور، ونظم به من الأمور، وجلى به من الديجور(٢)، وساس برعايته هذا الجمهور، أوضح الله به المشكلات، وفتح به المقفلات، وأصلح به الفاسد، وقمع به الحاسد، وشيد به الإسلام،
(١) في (ب): ذنب.
(٢) الظلمة.