نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[عودة إلى ترجيح مذهب الأئمة $ على غيره]

صفحة 256 - الجزء 1

  بتفسير العلوم، وجهاد العلماء باللسان، وعاش أبو حنيفة إلى زمن المهدي وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن @، فكان يدعو إليهما على طاعتهما.

  وكتب إلى ابراهيم بن عبدالله بن الحسن $، أما بعد:

  إذا أظهرك الله على آل عيسى⁣(⁣١) بن موسى، القصة؛ حيث قال: فَسِرْ فيهم بسيرة أبيك في صفين، ولا تَسِرْ بهم سيرة أبيك [في]⁣(⁣٢) يوم الجمل، فظفر أبو جعفر الدوانيقي بكتابه، فدس إليه شربة من السم، فمات، فهو شهيد في حبنا أهل البيت.

  وسُئل أبو حنيفة أيهما أفضل الحج أو الخروج إلى إبراهيم بن عبد الله؟

  فقال: غزوة بعد حجة الإسلام خير من خمسين حجة.

  وجاء رجل فقال: يا أبا حنيفة ما اتقيت الله في فتواك أخي بالخروج مع إبراهيم بن عبد الله حتى قتل؟

  فقال: قَتْل أخيك معه خيرٌ له من الحياة.

  فقال: ما يمنعك من الخروج؟

  فقال: ودائع الناس عندي.

  ومن أراد صدق ما قلنا فليطالع كتاب مقاتل الطالبيين.

  والشافعي ¥، كان في وقت يحيى بن عبد الله، وكان له من التابعين، ومدائحه في أهل البيت أكثر من أن تحصى، منها قوله ¥ شعراً:


(١) هو عيسىبن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس أمير الجيش الذي أنفذه المنصور الدوانيقي على محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ¥، فقتل محمد بن عبد الله بالمدينة المنورة والقصة مشهورة، من هامش (أ).

(٢) هذه الزيادة التي بين القوسين من (ب).