نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[عودة إلى ترجيح مذهب الأئمة $ على غيره]

صفحة 257 - الجزء 1

  يا راكباً قف بالمحصب⁣(⁣١) من منى ... واهتف بقاطن أهلها والناهض

  سَحَراً إذا سار الحجيج إلى منى ... سيراً كملتطم الفرات الفائض

  قفْ ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه وابنيه لست بباغض

  إنْ كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي

  ومدائح الشافعي في العترة جمة العدد، وممن كان في وقت يحيى بن عبدالله # من عيون الفقهاء، الفقيه المشهور محمد بن الحسن الشيباني⁣(⁣٢)، وهو الذي شجه هارون بالدواة حين قال له هذا أمان لا سبيل إلى نقضه، وكان محمد بن الحسن يقول أنا زيدي إذا أمنت على نفسي، حنفي إذا خفت.

  ومن عيون الفقهاء؛ سفيان الثوري |، ولما قتل إبراهيم بن عبد الله #، قال سفيان: أخاف أن لا تقبل الصلاة، إلا أن فعل الصلاة خير من تركها، وروي عنه أنه كان يقول: حب بني فاطمة، والجزع لهم مما هم عليه من القتل والخوف والتطريد يُبْكي


(١) في المصباح: ومنه المحصب موضع بمكة على طريق منى، ويسمى البطحاء، والمحصب أيضاً مرمى الجمار بمنى، من هامش (أ).

(٢) هو أبو عبدالله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء، صاحب أبي حنيفة وملازمه، ولد بـ (واسط) سنة (١٣١ هـ)، ونشأ بالكوفة، فتفقّه على أبي حنيفة حتى صار من كبار أصحابه، وسمع: مسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وعمر بن ذر، والأوزاعي، والثوري، وغيرهم كثير، توفي بـ (الري) سنة (١٨٩ هـ)، عن ثمان وخمسين سنة، المعارف ٥٠٠، وفيات الأعيان ٤/ ١٨٤، انتهى من هامش التحف شرح الزلف ط/٣.