نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[النصوص النبوية الدالة على ترجيح مذهبهم]

صفحة 261 - الجزء 1

  الموضع الثاني: في الترجيح لمذهب العترة، فلاشك أن معتمد أهل الأمصار المذاهب الأربعة، وقد ذكر الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # في كتاب «الإنتصار» ترجيح مذهب العترة النبوية، وبالغ في صدر هذا الكتاب في الإنتصار للترجيح، واستوفى أعاريض الكلام، ومدَّ روَاق ترجيح مذهب الأئمة الكرام.

  قال # في كتاب «مشكاة الأنوار»: زبدةً مختصرةً في هذا المقصد، جامعة لفوائد تلك الأكاليم الغزيرة، والأدلة الكثيرة، وهي أن قال: «المعتمد لنا في تقرير ما اخترناه من رجحان تقليد أهل البيت $ على غيرهم من سائر الفقهاء مسالك، نوضحها بمشيئة اللَّه تعالى.

[النصوص النبوية الدَّالة على ترجيح مذهبهم]

  المسلك الأول: ما ورد⁣(⁣١) من جهة الرسول ÷ من الثناءِ عليهم، كقوله ÷ الخبر المشهور: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»⁣(⁣٢)، فهذا الخبر دال على أن العترة متمسك كالكتاب.

  الخبر الثاني: قوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»⁣(⁣٣)، فهذا الخبر دال على أنهم كالسفينة، فكما أن السفينة منجاة للأبدان من الغرق، فكذا أهل البيت منجاة للأبدان من الهلكة.


(١) في (ج): أما ماورد.

(٢) تقدم تخريجه.

(٣) تقدم تخريجه.