[النصوص النبوية الدالة على ترجيح مذهبهم]
  الموضع الثاني: في الترجيح لمذهب العترة، فلاشك أن معتمد أهل الأمصار المذاهب الأربعة، وقد ذكر الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة # في كتاب «الإنتصار» ترجيح مذهب العترة النبوية، وبالغ في صدر هذا الكتاب في الإنتصار للترجيح، واستوفى أعاريض الكلام، ومدَّ روَاق ترجيح مذهب الأئمة الكرام.
  قال # في كتاب «مشكاة الأنوار»: زبدةً مختصرةً في هذا المقصد، جامعة لفوائد تلك الأكاليم الغزيرة، والأدلة الكثيرة، وهي أن قال: «المعتمد لنا في تقرير ما اخترناه من رجحان تقليد أهل البيت $ على غيرهم من سائر الفقهاء مسالك، نوضحها بمشيئة اللَّه تعالى.
[النصوص النبوية الدَّالة على ترجيح مذهبهم]
  المسلك الأول: ما ورد(١) من جهة الرسول ÷ من الثناءِ عليهم، كقوله ÷ الخبر المشهور: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»(٢)، فهذا الخبر دال على أن العترة متمسك كالكتاب.
  الخبر الثاني: قوله ÷: «أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»(٣)، فهذا الخبر دال على أنهم كالسفينة، فكما أن السفينة منجاة للأبدان من الغرق، فكذا أهل البيت منجاة للأبدان من الهلكة.
(١) في (ج): أما ماورد.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم تخريجه.