[عودة إلى ترجيح مذهب الأئمة $ على غيره]
  قال فخر الدين الرازي: كان الشافعي عظيم القدر والمحل، واسع العلم والفضل، كل كان يحب أن يكون منهم.
  قالت الشيعة: هو شيعي.
  وقالت المعتزلة: هو معتزلي.
  قلنا: هذا لامعنى له.
  إن الزيدية أجل من أن يفتخروا بعد أئمتهم بأحد، وكيف وأئمتهم قريب من مائة إمام، ينسبون إلى الرسول الله ÷ والوصي والبتول $، فضائلهم ظاهرة، ومناقبهم باهرة، شعراً:
  إليكم كل مكرمة تؤول ... إذا ما قيل جدكم الرسول
  أليس أبوكم الهادي عليٌ ... وأمكم المطهرة البتول
  فليس لنا حاجة إلى الافتخار بغير أبناء النبي المختار.
  من كان في الحشر له شافع ... فليس لي في الحشر من شافع
  غير النبي المرسل المصطفى ... ومذهب الصادق لا الشافعي
  وإنما ذكرنا ما قدمنا محبة للفقهاء، وكونهم أدركوا الحظية السنية، بمتابعة العترة الزكية، ومحبة السلالة النبوية، لا أنَّا في ذلك نريد الإفتخار بموالاتهم، ولا التبجح بمتابعتهم، إنما يحق لهم أن يفتخروا بذلك، ويتبجحوا بما هدوا إليه من سلوك هذه المسالك، {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ٣٨}[يوسف].