[بعض فضائل الهادي #]
  مسألة فيمن كان على مذهب المنصور بالله #، والتزم مذهب المهدي # اختياراً، ولم يكن من أهل الترجيح، هل يكفيه ذلك؟ أو لابد من الترجيح، أو التزام إمام الزمن؟
  قال #: كونه إمام زمانه وجه ترجيح؛ لأن طاعته واجبة عليه، ولا يكمل دينه إلا بذلك، ولا فائدة في الخبر عن رسول الله ÷: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» إلا وجوب طاعته، والأخذ بقوله، فأما معرفة شخصه فلم يقل أحد بوجوب ذلك.
  ثم سئل: هل تقليد الحي أولى من تقليد الميت؟
  فقال #: الجواب: أن تقليد الحي أولى، والوجه في ذلك ما ذكرناه في المسألة الأولى.
  ووجه أخر، وهو أن الله تعالى أمر بسؤال أهل الذكر، والسؤال الذي يعقل منه هو سؤال الحي، لا سؤال الميت.
  هذا كلام الإمام المهدي #، وبه تم الكلام في الموضع الثالث.
  فأما المسلك الرابع: وهو فيما يلزم من الإنكار على صاحب هذه المقالة المتقدمة، فقد تقدم الجواب وبيانه في جواب المسألة الأولى وأمثالها.
= إلى قوله أيده الله تعالى:
قال الشرفي في وصفه #: وكرمه وكراماته وفضائله وفواضله مما لا يحيط به الوصف، ولا تسعه المجلدات. انتهى.
هذا، وفي عصره انقرضت دولة العباسية.
استشهد الإمام المهدي سلام الله عليه سنة ست وخمسين وستمائة، ومشهده بذيبين.