نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[حكم من ضعف روايتهم]

صفحة 287 - الجزء 1

  ثمة قالوا في يزيد نوقف ... لأنه استبهم ذاك الموقف

  لم يعلموا من كان رب المقتل ... قد جَهِلوا قتل الحسين بن علي

  عقولهم بما ادعوه مسقطة ... وهذه من الدعاوي سفسطه

  وجهلوا قاسمنا الرسيا ... وصار نسياً عندهم منسيا

  ونسبوا التلبيس في العباد ... إلى الإمام بن الإمام الهادي

  وأنكروا مذهبه المرضيا ... وأصبح الأمر به مقضيا

  ثمة لم يرضوا بهذا كله ... حتى أتوا من إفكهم⁣(⁣١) بكَلِّه⁣(⁣٢)

  لَذَّ لهم ما قاله نشوان ... وهو كلام كله عدوان

  وراقهم زخرفه وصوَّبوا ... وصعّدوا في أمره وصوبوا

  وهو كلام بالدليل فاسد ... ما قاله إلاَّ عدو حاسد

  وقد مضى افتضاحه في زوره ... ونفحة المسك على تزويره

  جرى على طريقة ابن الحائك⁣(⁣٣) ... ولم يكن لسخفه بتارك

  تابعه في قاله وقيله ... وكذبٌ أَوْدَع في إكليله

  وهذيانات له كثيرة ... أودعها الحائك في الجزيرة

  بها غدى العبدي عبداً أسودا ... في حبس صنعا موثقاً مقيداً


(١) أفك إفكاً بالكسر كذب، من هامش (أ).

(٢) أي بحده، من هامش (أ).

(٣) هو الحسن بن أحمد الهمداني، يُعرف بابن الحائك، توفي في سجن صنعاء سنة ٣٣٤ هـ.