نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

وفاته #

صفحة 28 - الجزء 1

  جمعَ الطوائفَ حبُّه وتفرقوا ... في حب عترته بغير ترددِ

  فاجعل ودادك حيثما ماافترقوا تُصِبْ ... نهجاً معبدةً لخير مُعَبِّد

  ومحبر وافى إلي نظامه ... كالدر في عنق الغزال الأغيدِ

  رقَّت محاسنه برقة شوق مَنْ ... أهداه في طلب الحديث المسندِ

  وافى وعين جماله وكماله ... تزهي ولمَّا يكتحل بالإثمدِ

  ماكان أحوج ذا الجمال إلى الذي ... فيه من العين اتقاء الحسَّدِ

  لما تنحى عن محجة أهله ... ومشى على الطرقات مشي الأصيد

  أأخي وقرة ناظري ومشاركي ... في أصله ومحله والمولد

  أخوان إلا أن هذا قد عتا ... كِبَراً وهذا في الشباب الأملد

  ولد صغير في حداثة سنه ... وأخ كبير في العلا والسؤدد

  أربى علي براعة وبلاغة ... وأكلَّ مذودُه المفَوِّه مذودي⁣(⁣١)

  قد زادني علماً فتلك وسيلة ... للراغبين فإن تجدها فازدد

  وأفادني من علمه وبيانه ... حسن الإفادة فاستفده وأَسْنِد

  أبنيَّ إن ناديته لتلطف ... وأخيَّ إن ناجيته لتجلد

  مالي أراك وأنت صفوة سادة ... طابت شمائلهم لطيب المحتدِ⁣(⁣٢)

  تمتاز عنهم في مآخذ علمهم ... وهم الذين علومهم تروي الصدي


(١) في نسخة: وأبذ: أي غلب. والمذود: اللسان. أي غلب المذود ذلك.

(٢) أي: الأصل.