نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 36 - الجزء 1

  

[مقدمة المؤلف]

  وبه نستعين، الحمد لله الذي جعل العترة النبوية لها ميم الشرف، وَسَادات هذه الأمة الخلف منها والسلف، خصهم الله سبحانه بالتفضيل، وَحَباهم بالتعظيم وَالتبجيل⁣(⁣١)، وجعلهم⁣(⁣٢) الدعوة الباقية في عقب إبراهيم الخليل، مهبط التنزيل، وملجأ التأويل، ومختلف ميكائيل وجبرائيل، ألبسهم الله سرابيل النبوة في الإبتداء، وَتوَّجهم بأكاليل⁣(⁣٣) الإمَامة في الإنتهاء، فجعل الإمامة من النبوَّة⁣(⁣٤) خلفاً، وجعلهم أئمة يهتدون بأمره وَخُلَفَاء، لا معقب لحكمه لهم في وحيه، ولا راد لأمره فيهم ونهيه، إلاّ من حكم عليه حب الإلف⁣(⁣٥) والعادة، واختار الشقاوة على السعادة، صفوة الله من بريته، وحججه على الكافة من خليقته، سفينة نوح، وباب السلم المفتوح، ولله در من قال ولقد أحسن في المقال⁣(⁣٦): -


(١) في القاموس: بجّله تبجيلاً عظّمه، فيكون من باب العطف التفسيري، تمت من هامش (أ).

(٢) إشارة إلى قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة: ١٢٤]، من هامش (أ).

(٣) في القاموس: الإكليل بالكسر: التاج؛ وشِبْهُ عصابة تُزيّن بالجوهر؛ جمعه أكاليل، من هامش (أ).

(٤) في (أ): في النبوّة.

(٥) الإلف بالكسر: الأليف، والإِلف والإلفة: المرأة تألفها وتألفك، وقد ألفه كعلمه؛ إلفاً بالكسر والفتح.

(٦) هو العلامة ولي آل محمد إبراهيم بن محمد التميمي ¥.

=