نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 47 - الجزء 1

  الدين حافظ علوم الأئمة الهادين، عبد الله بن حسن الدواري⁣(⁣١) أعاد الله من بركاته، فكتب إلي معتذراً، وكان من كلامه أيده الله: «نعم ما ندب إليه من الجواب عن الخيالات التي بلغته ممن لم يعض على العلم بضرس قاطع، ولم يكن له في منابت الطهارة والفضل سنخ⁣(⁣٢) أصل معرق، فيعلم أن الحكمة لا ينبغي أن تلقى إلاّ إلى أهلها وهم العملة، وإلقاء ذلك إلى غير أهله كالمتجمل للضرير، ومعلق سلك الجواهر في عنق الخنزير»، هذا كلامه أيَّدَهُ الله تعالى بعد أن قال: «وإن كان الجواب الجملي عن كل المسائل، الإثم والتخطية للمعتقد والقائل، ثم هو بعد ذلك يترقَّى إلى درجة الفسق والكفر، فنعوذ بالله من الزيغ الشديد، والضلال العتيد»، تم كلامه ¥.

  ولما رأيت كلامه ¥ يحوم حول الإضراب، ويرجح إيصاد هذا الباب، وربما قال لا بأس بالجواب، قلت في نفسي: لا يحك جلدي مثل ظفري، ولا يدرك وتري⁣(⁣٣) مثل بتري، فبذلت في الجواب جهد المستطيع، وإن لم يدرك الضالع⁣(⁣٤) شأو الضليع، وسميته


(١) عبدالله بن الحسن بن عطية المؤيد الدواري الصعدي، أخذ العلم عن مشاهير علماء عصره، وتتلمذ عليه كبار العلماء كالهادي بن إبراهيم الوزير، قال ابن أبي الرجال: - هو الإمام العلامة المعروف بسلطان العلماء وإمام الأصول والفروع وترجمان المعقول والمسموع لا أجد عبارة تفي بحقه ... الخ، ومات في شهر صفر سنة ٨٠٠ هـ، أهـ من أعلام المؤلفين.

(٢) في المصباح: وسَنَخَ في العلم سنوخاً؛ من باب قعد، بمعنى رسخ، من هامش (أ).

(٣) أي عَدُوّي، من (أ).

(٤) الضالع: الجائر، والضلاعة: القوة؛ وشدة الأضلاع، ضلع ككرم فهو ضليع؛ جمعه: ضُلَع بالضم، تمت (ق)، من هامش (أ).