نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 46 - الجزء 1

  وسلامه، هزاً لقطوف حكمته الحالية المجاني، واستثماراً لغراس أقلامه⁣(⁣١) الطيبة المعاني، واستنصاراً بعلومه المعدة للاستنصار، واستبصاراً بآرائه المعدة للاستبصار، حتى كان # غاية المستنصر بالسيف والقلم، وآية المستبصر بالرأي والحكم، إن نطق أفاد، وإن ضرب أباد، وإن أراد جواب علمٍ أتقنه وأحسنه، وإن رجح خلافه أنفذه وأمكنه، يُحْلِي ويُمر، ويمضي ويَمر، ويَبلغ بكلامه حيث يبلغ بحسامه، وبحسامه حيث يبلغ بكلامه، ويُحْكِمُ بِحَكَمَتِهِ كما يَحْكُم بِحِكْمَتِه، ويَحْكُمُ بِحِكْمَتِهِ كما يُحْكِمُ بِحَكَمَتِهِ، كم أبدأ وأعاد، وأفاد وأباد، وساد وشاد، وصَالَ بقوله نهاية المُوصَل بصوله، وبصوله غاية الوصول بقوله، كم قد قال وصال، وأبان الأوصال، يا مبدي يا مندي أَبِّد أَيِّد مليك ملّتك، محمّد مُخْمِد، مُذهِب مَذْهَبٍ، جَدّل جَدَلَ، أَلْحَقَ الحقَّ الأَئِمَّةَ الأَثَمَةَ بواراً ثوَاراً، وقَتلهم وقَيلَهم فصار قصارى سلامتِهم، سلاّ منهم أرواحاً أزواجاً، أقْماهم أفَماهم مَوْتى مُؤتى مترتون مترثون مجدَّلون مخذَّولون.

  نعم وخشيت أن ترد القصيدة على مولانا أمير المؤمنين، عليه صلوات رب العالمين، فيشتغل باله الكريم بجواب خيالات أحقر من أن يجيل في جوابها قلماً، فلزمت طريقة الأدب، ورأيت تنقيح خيالات المموهين، بعد أن طلبت جوابها من سيدنا العلامة فخر


= وأمات رسوم الملحدين، يوم المنَقَّبْ، كانت القتلى فيه نيفاً وألف قتيل [مع الباطنية؛ أفاده مولانا الإمام مجدالدين المؤيدي أيده الله تعالى].

ولم يزل حامياً لحوزة الدين، رافعاً لمنار المسلمين، واعياً لشرائع سيد المرسلين، إلى أن ألحقه الله بسلفه المطهرين سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وعمره ثلاث وخمسون سنة، مشهده بمدينة صنعاء، انتهى.

(١) قلمه؛ نخ.