[حكم صاحب هذا الرأي]
  هذا كلامه، ويرى كلام الأئمة وعلماء الزيدية هذياناً لا يعتد به عنده إلاّ كلّ مائقٍ مألوس(١)، ويظهر اشتداده بهذه الفضيلة، واختصاصه بهذا التحقيق في علماء الأوان، هل يعد هذا من الزيدية، والمتمسكين بمذهب العترة النبوية؟ وما حكمه؟ وما الذي يجب في معاملة الزيدية له؟ ومايستحب في ذلك؟ وما تجوز معاملته به؟ فقد عظمت محنته ونجمت نجوم قرن الماعز بدعته.
  والجواب والله الهادي إلى الصواب ينحصرفي أربعة مطالب: الأول: في حكم صاحب هذه المقالة، والثاني: هل يعد من الزيدية، والثالث: في بيان ما تجب معاملته، وما يستحب في ذلك وما يجوز وما لا يجوز، والرابع: في الإشارة إلى الجواب عن مقالته.
[حكم صاحب هذا الرأي]
  · أما المطلب الأول وهو في حكمه: فحكمه الخطأ بما ارتكبه من إنكار النصوص الشريفة الواردة في إمامة علي # وتفضيله، وقد زاد على جماهير المعتزلة في الخطأ؛ لأنهم وإن أجمعوا على تصويب المتقدمين على أمير المؤمنين، فقد اختلفوا في التفضيل، قال ابن أبي الحديد(٢) صاحب شرح نهج البلاغة الكبير: «مذهب بشر بن
(١) المائق: الأحمق، والألس: اختلاط العقل، ألِس: كغني؛ فهو مألوس؛ والخيانة؛ والغش؛ والكذب؛ والسرقة؛ وخطأ الرأي؛ والريبة؛ وتغير الحق؛ والجنون؛ إلخ ما في القاموس، من هامش (أ).
(٢) قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/١/ ٤٦٩:
=