نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[عدم انتسابه إلى الزيدية]

صفحة 64 - الجزء 1

  قال الإمام المنصور بالله: «الجواب عن ذلك: أن هذه المسألة غير صحيحة، فيتوجه الجواب عنها؛ لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا نعلم في الأئمة $ من ليس بجارودي، وأتباعهم كذلك.

  وأكثر ما نُقل وصح عن السلف هو ما قلناه⁣(⁣١) على تلفيق واجتهاد، وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهر، وإنما هذا⁣(⁣٢) رأي المحصّلين⁣(⁣٣) منهم، وإنما هذا⁣(⁣٤) القول قول بعض المعتزلة، يفضلون علياً، ويرضُّون على المشائخ، وليس هذا يطلق على أحد من الزيدية؛ لأنا نقول: قد صح النص على أمير المؤمنين من الله تعالى، ومن رسول الله ÷، وصحت معصية القوم وظلمهم وتعديهم لأمر الله سبحانه، وإن كانت جائزة المعصية والترضية فما أبعد الشاعر في قوله: -

  فويل تالي القرآن في ظلم الليـ ... ـل وطوبى لعابد الوثن

  ومن حاله ما ذكرت لم يعد من الزيدية رأساً، وإنما هذا قول بعض المعتزلة، وصاحب هذا القول معتزلي لا شيعي ولا زيدي، وأجمل من قال في أبي بكر وعمر وعثمان - من آبائنا $ - إنما هو المؤيد بالله #، ونهاية ما ذكر أنهم لايُسبون، وأن سبهم لا يصح عن أحد من السلف الصالح $.


(١) من عدم جواز الترضية، بل التوقف في أمرهم.

(٢) الإشارة: إلى السب.

(٣) المخلصين، نخ.

(٤) الإشارة إلى الكلام الوارد في السؤال.