[عدم انتسابه إلى الزيدية]
  وأما الترضية فهذا يوجب القطع على أن معصيتهم صغيرة، فان أوجدنا صاحب المقالة البرهان على أن معصيتهم صغيرة تابعناه، فليس على مُتَّبع الحق غضاضة، ولكنه لا يجد السبيل إلى ذلك أبداً، أو عصمتهم، ولا قائل بذلك من الأمة، وشاهد الحال لو ادعى ذلك لفضحه؛ لأن طلحة(١) وَ الزبير(٢) كانا من أفاضلهم، وقد صح فسقهما بالخروج على إمام الحق؛ وإنما رويت توبتهما، ولم يروَ عن الثلاثة توبة عما أقدموا عليه من الإمامة وتأخير علي # عن مقامه الذي أقامه الله تعالى فيه ورسوله.
(١) قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/٣/ ١٠٢:
طلحة بن عبيدالله، أبو محمد القرشي، كان من السابقين في الإسلام والهجرة، وشهد المشاههد غير بدر، واشتهر عند المؤرخين أن راميه يوم الجمل مروان بن الحكم، ويقال: إن علياً # دعاه عند القتال فذكّره بعض سوابقه فاعتزل القتال فأصابه السهم بعد أن اعتزل سنة ست وثلاثين، وروى توبته عن الخروج على أمير المؤمنين الحاكم في العيون، والله أعلم.
(٢) قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/٣/ ٨٢:
الزبير بن العوام الأسدي، أمه صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي ÷، أسلم بعد أبي بكر ثم هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها، وحضر حرب الجمل، ولما ذكّره علي # الحديث: «إنك ستقاتله وأنت له ظالم» انصرف، فلحقه ابن جرموز فقتله، ثم جاء برأسه وسيفه إلى علي #، فقال علي #: (بشر قاتل ابن صفية بالنار)، وكانت حرب الجمل سنة ست وثلاثين، وللزبير سبع وستون.