نهاية التنويه في إزهاق التمويه،

الهادي بن إبراهيم الوزير (المتوفى: 822 هـ)

[ما يعامل به]

صفحة 72 - الجزء 1

  العترة المطهرة ولا استهانة بأقوالهم، وأكثر ما ظهر منهم الحجاج والجدال في المسألة، كما هو دأب العلماء.

  ووجه آخر وهو أن من نبغ في بحبوحة⁣(⁣١) بلاد الزيدية مسفهاً لحلومها، مخطئاً لعلومها، مصوباً لخصومها، مهجناً لأئمتها، مزيفاً لأدلتها، متركاً لأقوالها، منهوماً بخلالة أحوالها، فإنه مخالف لغيره [مما]⁣(⁣٢) ليس على هذه الصفات الذميمة، والطرائق غير المستقيمة.

  وقال مولانا أمير المؤمنين الناصر لدين الله⁣(⁣٣) محمد بن أمير المؤمنين @ مَا معناه أن بعض أئمة العترة قال - فيمن اقتعد في مساجد الزيدية يقرأ في علوم خصومهم، ويفري أديم أقاويل العترة وعلومهم -: إن من فعل ذلك يمنع من القراءة في مساجد الزيدية.

  وأظن القائل بهذه المقالة حي والده مولانا الإمام المهدي لدين الله # لأني سمعت من يروي عن حي الإمام # شيئاً من هذا القبيل، وإذا [تمرد]⁣(⁣٤) ذلك وخالف هذا المشار إليه أمر الإمام حين يمنعه من الإقراءِ في مساجد الزيدية، كان للإمام تأديبه بما يراه.


(١) البحبوحة: وسط الشيء، من هامش (أ).

(٢) هكذا في كل من (أ) و (ب)، وكان الأولى استبدالها بـ (ممن) وإن كانتا تتناوبان؛ لأنه الأصل هاهنا.

(٣) هو الإمام الناصر صلاح الدين بن الإمام المهدي علي بن صلاح وهو المعاصر للإمام المهدي (صاحب الأزهار)، والإمام علي بن المؤيّد.

(٤) هكذا في نسخة (أ): تحت علامة (ظ)، والموجود في (ب): ثبت.