[بيان خبر الغدير]
= وسلك فيه اثنتي عشرة طريقاً - يعني بهذا صاحب المناقب - قال الإمام #: بعضها يؤدي إلى غير ما أدى إليه صاحبه من أسماء الرجال المتصلين بالنبي ÷، وقد ذكر محمد بن جرير صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية، وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة خبر يوم الغدير، وأفرد له كتاباً، وطرقه مائة وخمس طرق، ولاشك في بلوغه حد التواتر، ولم نعلم خلافاً ممن يعتد به من الأمة إلى آخر كلامه #.
وكلام أئمة آل محمد À في هذا المقام الشريف وغيره معلوم، في جميع مؤلفاتهم في هذا الشأن، وقد رواه السيد الإمام الحسين بن الإمام @ في الهداية عن ثمانية وثلاثين صحابياً بأسمائهم غير الجملة كلها من غير طرق أهل البيت $، وقال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: إن خبر الغدير يروى بمائة وثلاث وخمسين طريقاً، انتهى.
· وأما غيرهم فقد أجمع على تواتره حفاظ جميع الطوائف، وقامت به وبأمثاله حجة الله على كل مؤالف ومخالف، وقد قال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت بوقوعه، وعده السيوطي في الأحاديث المتواترة وقال الغزالي في كتابه سر العالمين: لكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير، على خطبة يوم الغدير؛ وذكر الحديث، واعترف ابن حجر في صواعقه أنه رواه ثلاثون صحابياً، وذكره ابن حجر العسقلاني في تخريجه أحاديث الكشاف عن سبعة وعشرين صحابياً، ثم قال: وآخرون كل منهم يذكر أسماء أفرادهم غير الجملة مثل اثني عشر - ثلاثة عشر - جمع من الصحابة - ثلاثين رجلاً.
وقال المقبلي فيه في أبحاثه: فإن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم، انتهى.
ولو استوفيت من صرح به من العلماء بتواتره لطال المقام؛ وعلى الجملة أن خبر الغدير ومقدماته وما ورد على نهجه مما يفيد الولاية في ذلك المقام وغيره لاتحيط به الأسفار، ولا تستوعبه المؤلفات الكبار، وقد ألفت علماء الإسلام في ذلك الباب مؤلفات جامعة ومن أعمها جمعاً، وأعظمها نفعاً، من المؤلفات الحافلة بروايات آل محمد $ وشيعتهم ¤ ومخالفيهم تولى الله مكافأتهم: كتبُ الإمام الحجة عبدالله بن حمزة كالشافي، والرسالة النافعة والناصحة، والأنوار للإمام الأوحد الحسن بن بدر الدين محمد بن أحمد، وينابيع النصيحة لأخيه الحافظ الأمير الناطق بالحق الحسين بن محمد، واعتصام الإمام الأجل المنصور بالله ø القاسم بن محمد، وشرح الغاية لولده إمام التحقيق ونبراس =