الباب الخامس الدين الذي جاء به
  كجهالتنا بالإنسان كله، ولكن الذي ينبغي توكيده في اختصار هو أن طبيعة فطرة الإسلام إلى الإنسان لا تسمح بأن تكون العلاقة بين الجنسين هي مجرد العلاقة الحيوانية القائمة بين أزواج الحيوان؛ فالإنسان مخلوق فذ في تكوينه، فذ في غاية وجوده، فذ في ماله ومصيره ... انتهى.
  قلت: وذلك كما قال الله ø: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ٧٠}[الإسراء].
  فحمداً وشكراً لله معطي الجزيل، والمتفضل بالجميل، أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس في كل مجالات الحياة العامة والخاصة الدينية والدنيوية.
  فقد منح المرأة خصوصيات لم تكن للرجل غالباً مذكورة في مظانها.
  منحها الكرامة بدلاً من النذالة، ومنحها الحشمة بدلاً من الدعارة والانفلات، منحها الستر بدلاً من كشف النهود والأفخاذ التي تجعلها الداعرات نهباً للنزوات الحقيرة، منحها السمو بنفسها والاعتزاز بقيمها بدلاً من اللهو والإباحية والتدنس بالنجاسات، منحها الغيرة على كرامتها بدلاً من الاحتكاك بالرجال واحتكاك الرجال بها، منحها الحياء الذي يعتبر من العطاء الجسيم من الرب ø، منحها أن جعلها إنسانة مكرمة بدلاً من الحيوانية التي يتجرد فيها الإنسان عن مقومات الإنسانية، منحها الحب الشريف النظيف الطاهر بدلاً من توزيع النظرات المدمرة والبسمات الفاجرة، منحها ابنة وأختاً وزوجة تؤدي رسالة ربها