الفائدة الثالثة في المقارنة بين الحق والباطل
قصة غريبة ونادرة
  يقول الدكتور محمد معروف الدواليبي: في بحث ألقى في الندوة الدولية في اليونسكو في باريس في ٧/ ديسمبر / ١٩٨٢ م: سجل كبير أساتذة الحقوق الرومانية في جامعة باريس الأستاذ جيفا رد في الجزء الأول من كتابه الوجيز في الحقوق الرومانية في طبعته الثالثة للعام ١٩٤٠ م وذلك حول حق الدائن على المدين العاجز عن الوفاء بموجب أحكام الألواح الاثني عشر الرومانية حيث جاء في الصفحة ١٠٦ من الفقرة ١٧٢ إن للدائن على المدين العاجز عن الوفاء أن يسترق مدينة أو يبيعه أو يقتله، وإذا تعدد الدائنون فلهم الحق بتقطيع جثة المدين إرباً إرباً بينهم.
  وبعد أن عرض الأستاذ جيفا رد هذا الحكم الوحشي أضاف قائلا: وإن مثل هذه الأحكام موجوداً أيضاً في الشريعة الإسلامية فأنكرت نفسي ولاحقني زملائي الطلاب بنظراتهم المنكرة، وكنا ثمانية فقط في دبلوم شهادة الدراسات العليا في الحقوق الرومانية وكنت الطالب الوحيد فيما بينهم وكان أستاذنا فيها الأستاذ جيفا رد نفسه فاستنكرت عليه بلطف مع ذلك إسناد هذا الحكم إلى الشريعة الإسلامية وطالبته بالمصدر لهذا الحكم المكذوب، فقال إنه القرآن فأحضرت القرآن المترجم وتلوت عليه الآية القرآنية رقم ٢٨٠ من السورة الثانية من القرآن الكريم حول أحكام المدين حيث جاء فيها: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ