النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أهمية هذا الكتاب

صفحة 6 - الجزء 1

  فالإنسان كلما ازداد علماً ومعرفة برسول الله كلما وجد نفسه أمام فضاءات رحبة وممتدة، ليس من السهل معها تحديد ما يفترض أن يكون نقطة بداية أو نقطة نهاية فتصبح النتيجة هي الخروج بحقيقة صادقة مفادها، أن محمداً (النبي، والإنسان، والرسول، والرسالة) هو أكبر من أن يستوعبه تعريف، أو يحيط به وصف، أو بحث، أو تاريخ.

  ومن أين عساه ينجد بيان، أو تسعف عبارة، كي يبدوا أحدنا وقد أعطى رسول الله ÷ حقه دونما قصور.

  مثل هذا الشعور يكاد يشرق على كل صفحة من صفحات هذا الكتاب، فمع كون مؤلفه العالم الرباني، والمثقف الواسع الاطلاع والشاعر، والأديب، إلا أنه ما انفك عن هذا الشعور، بل هو لا يرى في كل ما كتبه سوى قطرة من مطرة - وهذا أمر طبيعي - ذلك أنه عرف رسول الله ÷ حق المعرفة، وأحبه كل الحب.

  ومن كان كذلك فلا غرو أن يكشف عن حيرته في ماذا؟ وبماذا؟ وكيف يعبر؟ ولا غرو - أيضاً - أن يستقل ويستصغر جهوده مهما كانت أو بدت كثيرة وكبيرة.

أهمية هذا الكتاب

  وهذا الكتاب وإن لم يكن سوى قطرة من مطرة كما أسماه صاحبه، إلا أنه القطرة التي لم تضيع نفسها في المحيط، وهو القطرة - إن شاء الله - التي سرعان ما تهتز لها القلوب والعقول، فإذا هي تنبت من كل زوج بهيج.