الفائدة الثالثة في المقارنة بين الحق والباطل
  وهنا بدت لهما العقبة الكؤود: الكنيسة، فذهبت المرأة إلى القسيس وحكت له قصتها وهو يعرفها؛ لأنها في كل أسبوع تذهب إليه للاعتراف بخطيئتها ليغفر لها وقالت إنها تريد أن تتزوج بذلك الرجل فهل من سبيل إلى ذلك؟ فأيأسها القسيس وقال لها: لا سبيل إلى ذلك؛ لأن الدين النصراني لا يعتبر طلاقك صحيحاً فلا يحل زواجك، فقالت: إنها منذ زمن طويل ترتكب الخطايا مع هذا الرجل كما تخبره بذلك في كل أسبوع، أليس الأحسن أن تتزوج به.
  فقال ى: لا، ابقي على ما أنت عليه معه، وتعالي في كل أسبوع واعترفي فيغفر لك ذنبك؟
  فقالت: فإن تزوجت به زواجاً مدنياً؟
  قال: الطرد من الكنيسة والحرمان والهلاك الأبدي.
  فبقيت هذه المرأة المسكينة بعدما أيأسها ذلك القسيس حائرة في أمرها لا تدري ماذا تفعل فإما أن تستمر على الزنا والعار وهي كهلة أم أولاد تستمر على الزنا متعمدة أبداً إلى أن تموت فتكون من اللاتي يدخلن ملكوت الله، وبعبارة الإسلام تكون من أهل الجنة ولا يضرها شيء مما فعلته لأنها كانت تعترف به فيغفر لها على حد قول القسيس وإما أن تتزوج وتعف وتتحصن فيحل بها عذاب الدنيا والآخرة، أما عذاب الدنيا فإن الكنيسة تطردها وتعتبرها كافرة لادين لها ويخرج اسمها من دفتر الكاثوليكيين ويكتب في سجل الكافرين فتسوء بذكر سمعتها وتلوكها الأفواه، والطامة الكبرى أنها إذا ماتت لا يقربها أحد من