النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

مقدمة المؤلف

صفحة 28 - الجزء 2

  أقواله وأفعاله وأحواله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والأدب بآدابه، ولزوم طاعته في حبه لآل بيته، وحب آل بيته لحبه ÷، وأهل البيت هم المختصرون بالطهارة الحقّة، فهم الذين اختصهم الله تعالى بمحبته، وانتدبهم لأن يكونوا خلفاء عنه في ملكه، وأظهرهم ليظهر للناس عجائب بعد قدرته، وأكرمهم من الكرامات، وخلصهم من طبائع نفوسهم، ونجاهم من طاعة هوى أنفسهم، حتى صارت كل أفكارهم مستقلة إلى الله سبحانه وتعالى، وتعلقهم معه لا مع غيره، فحبتهم أساساً للطريق إلى الله تعالى، وكل الأحوال والمقامات درجات للمحبة. انتهى.

  وأقول: أما أهل بيت رسول الله ÷ فقد رضي الله تعالى عنهم، وصلى وسلم، وتحنن وترحم عليهم، وبارك فيهم، وأكرم نزلهم، وعظم أمرهم، وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فلا يضرهم بغض الباغضين، ولا نصب الناصبين، ولا تنفعهم محبة المحبين، ولا إطراء المطرين، ولكن شاء الله تعالى - وله الحمد - أن يمتحننا بهم، وأن يشرفنا بذكرهم، وأن يرفع قدرنا بمحبتهم، وأن يغفر لنا بمودتهم، وأن يجعل محبتهم علامة للإيمان، وبغضهم علامة للنفاق.

  ولقد امتحن الله عباده على مرور التاريخ والأجيال حتى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فامتحن الله عبده ونبيه آدم # بالشجرة وبالخروج من الجنة وغيرها من الامتحانات، وامتحن الله تعالى نبيه نوحا # بقومه وامتحنهم به، وامتحن الله تعالى إبراهيم # بالنار والكفار وبذبح ابنه، وبغير ذلك، وهؤلاء أنبياء الله تعالى من بعدهم إسحاق وإسماعيل ويعقوب والأسباط ويوسف وأيوب وموسى وعيسى ... وغيرهم من أنبياء الله $، امتحنهم الله وامتحن