النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

أهمية هذا الكتاب

صفحة 7 - الجزء 1

  إن أهمية هذا الكتاب - الذي يملأ النفس بتلقائية العالم، وعفوية المخلص، وحيرة المحب - تتجلى في كونه يضع بين يدي القارئ الكريم مادة علمية غزيرة ومكثفة تتصل مباشرة بشخصية ورسالة الرسول الأعظم ÷ دون أن يحرق أمام القارئ مساحات التأمل أو التفكير أو الاستنباط، وهو ما يدعونا كقراء إلى القيام بمبادرات ذاتية ومهام بحثية تشد الرحال باتجاه العمق؛ لتقليب ما أودعه تحت السطح من كنوز ودرر، وفي هذا ما يفتح المسار نحو مزيد من العطاء والإنتاج والمعرفة.

  وإضافة إلى ذلك فالكتاب يشكل مصدراً معرفياً جيداً لطلبة العلم ولرواد المعرفة من حيث أنه يقف بالقارئ على مناقب وشمائل المصطفى، كما أن الكتاب لا يكتفي بعرض تلك المناقب والشمائل والصفات النبيلة والأخلاق الفاضلة التي جاء بها وكان عليها رسولنا الكريم ÷، وإنما يشدنا - أيضاً - ويدعونا إلى اعتناق تلك الأخلاق والشمائل، والعمل على بلورتها إلى واقع الممارسة والسلوك.

  وهو بهذا يسهم في رفع وتيرة التأسي والإقتداء برسول الله ÷ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ٢١}⁣[الأحزاب] وذلك على طريق الوصول بالأجيال المسلمة إلى ما تفتقر إليه، وهو استعادة الروح المحمدية في جميع الممارسات والأعمال والمعاملات وطرائق التفكير، كشرط أساس لاستعادة الأمة نهضتها وكرامتها وعزتها بين الأمم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ١١٠}⁣[آل عمران]