النصوص الصحيحية والأخبار الصحيحة،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

إرهاصات قبل بعثته ÷

صفحة 53 - الجزء 1

  يسود الأنام ببرهانه ... وبالرغم يسبي ذراري العجم

  ومنا قبائل يؤونه ... إذا حل في الحل بعد الحرم

  وهو أحمد سيد المرسلين ... وأمة أحمد خير الأمم

  هو المصطفى وأخو المرتضى ... وأكرم من حملته قدم

  وخرج ÷ مع عمه أبي طالب إلى الشام في تجارة، فلما بلغوا بصرى راه بحيرا الراهب، وتعرف منه صفات النبوة وتحققها، وسأل أبا طالب عنه فقال: هو ابن أخي، فناشده أن يرده إلى مكة خوفاً عليه من اليهود والنصارى، فرجع، ومما ذكر في هذه السفرة أن نفراً من اليهود رأوه وعرفوا منه ما عرف بحيرا فأرادوا به سوءاً فردهم بحيرا وذكرهم الله فرجعوا عن ذلك.

  وروي أن نفراً من الروم تسعة أقبلوا فسألهم بحيرا، فقالوا: إن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه منا ناس وإنا قد أخبرنا خبره بطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمراً أراد الله أن يقضيه أيقدر أحد من الناس أن يرده؟ قالوا: لا، قال: فتابعوه، وأقاموا معه، كل ذلك وعين الرعاية الإلهية ترعاه ÷ وملائكة الرحمن تراعيه وتحفظه في صباحه ومسائه، من قدامه وخلفه وشماله ويمناه، فسبحان من أتحفه بالخيرات والتحف، وبوأه ذروة المعالي والشرف، وقطعه عن النظير فيما سلف وخلف. انتهى من (البهجة).

  ولما ذهبت خديجة رضوان الله تعالى وسلامه عليها به إلى ورقة بن نوفل وكان قد قرأ في الكتب وكان متديناً بدين إبراهيم # أخبرته بما أخبرها به رسول الله ÷ أنه رأى وسمع [يعني من جبريل #] فقال