فصل
  هؤلاء تسامحاً(١) لا ترفعاً بحيث انه لو اتهم بالترفع لم يتركه لم يعد ذلك تكبراً إذ لا يتضيق عليه إلا التهمة) فليحذر من مع التقصير لئلا يتهم فيتضيق فاذا تضيق عليه وجب المبادرة بما يزيل ذلك من أداء ما يلزم لكل كما تقدم (ومنه) أي ومن التكبر (الترفع عن طلب) ما يجب طلبه من (العلم) النافع (من الأصغر سناً) أو قدراً) أو) من (الأقل جاهاً) ومن التكبر اجابة العالم تكلفاً فيها لا يعلم بلا بحث ولا معرفة بل جزافاً (و) يغفل (عن الاجابة بلا أدري في موضع عدم العلم) وكيف ذلك وقد قال الله تعالى {وَلَا(٢) تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦}[الإسراء] وقول رسول الله ÷ «ان الله يبغض المتكلفين» ذكره في البيان وكذا لا يستحي أحدكم اذا سئل عما لا يعلم ان يقول الله أعلم ولا بأس بالتذكر والبحث لأجابة السائل مع حسن النية لأن أفضل الأعمال تعلم العلم وتعليمه مع الاخلاص لله تعالى قال في البيان قال ÷: ««من تعلم العلم لله لم يخف من شيء وخاف منه كل شيء ومن تعلم العلم لغير الله خاف من كل شيء ولم يخف منه شيء» وفيه قال ÷ «ينبغي للعالم ان يكون قليل الضحك
(١) وتسامحوا تساهلوا انتهى مختار.
(٢) في مفرداته الراغب ولا تقف ما ليس لك به علم أي لا تحكم بالقيافة والظن انتهى.