فصل
  تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الانيس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الاعداء والزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواماً فيجعلهم للخير قادة وأئمة تقتص آثارهم ويقتدى بفعالهم وينتهي الى آرائهم ترغب الملائكة في خلتهم ((١) وبأجنحتها تمسحهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الابصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الاخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، التفكر فيه يعدل، الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الارحام وبه يعرف الحلال من الحرام وهو أمام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الاشقياء فينبغي للمتعلم حسن التأدب والتواضع والتعظيم لشيخه فيبتدئه بالسلام ويقل بين يديه الكلام ويحسن مسألته فلا يسأله في حال املائه ولا عن شيء قد مضى أو مستقبل أو غير ما هو فيه وعليه الطاعة الموافقة لرضاء الله تعالى والنصيحة وحسن المودة لشيخه وزملائه وعلى العالم التواضع وابلاغ الوسع فيما تحصل به الفائدة النافعة للمتعلم وقد استوفيت ما ظفرت به مما ورد فيه في كتاب الرضوان فخذه موفقاً ان شاء الله تعالى (فلو ترك العبد شيئاً مما يستحقه منه
(١) والخلة الصداقة بالفتح ايضاً والضمة لغة انتهى مصباح.،