رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

باب

صفحة 128 - الجزء 1

  الدِّينَ حُنَفَاءَ}⁣[البينة: ٥] أي مائلين عن غيره.

  الثالثة ان المعجب يغتر بنفسه ويأمن مكر الله وعذابه وقد قال الله تعالى {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ٩٩}⁣[الأعراف] الرابعة ان العجب يزين له أن يثني على نفسه ويحمدها ويزكيها وقد قال تعالى {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}⁣[النجم: ٣٢] وتقدم أنه لا يجوز الا لمصلحة ظاهرة من دون غرور.

  الخامسة انه اذا كان معجباً برأيه منعه ذلك عن الاستشارة والاستفادة ويستنكف عن ذلك ولو كان ممن هو أعلم منه وقد ورد الشرع به وجوباً وندباً.

  السادسة أنه لا يسمع نصح ناصح ولا وعظ واعظ بل ينظر الى غيره بعين الاستحقار.

  ويصر على خطئه وهو لا يشعر به لتغطية العجب عليه.

  السابعة انه ان كان في أمر دنيوي عميت عليه مصالحه وان كان في أمر ديني لم يصب وجه الحق فيه خاصة فيما يتعلق بأصول العقائد فإنه يهلك فيه فلا يدعه عجبه يستضيء بنور القرآن وقرنائه من أئمة العترة وشيعهم من علماء الأمة الراسخين في طريق الحق ومنهاج الصواب.

  الثامنة أن يغتر فيفتر عن الجد⁣(⁣١) والتشمير والمسارعة في الأعمال الصالحة وتحمل كلفتها والصبر عليها لاعتقاده أنه قد فاز وسعد واستغنى وهذا والعياذ بالله هو الهلاك بعينه نسأل الله تعالى أن يلهمنا السعي فيها يقودنا الى غاية رضوانه آمين.

  (تنبيه * لا فرق بين أن يكون ذلك الأمر الحاصل له به


(١) والجد ايضاً الاجتهاد في الأمر انتهى مختار.