رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

باب

صفحة 127 - الجزء 1

  ومطالعتها بل يعتقد أن الله سبحانه واحد أحد لا شريك له ولا ولد وان الرسول صادق فيما جاء به ويتبع طريقة السلف الصالح من أئمة العترة النبوية وعلمائهم وشيعهم ويؤمن بجملة ما جاء به الكتاب والسنة من دون تنفير وليكن اشتغاله بالتقوى والمسارعة الى الخيرات والتحرز عن القبحات والشفقة على المسلمين وأداء الطاعات والاعمال الصالحات فإن الله ø يلهمه رشده قال الله تعالى {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}⁣[مريم: ٧٦] وقال {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ٧}⁣[الليل] (نعم لا قبح في نفس المسرة اذ لا تندفع انما القبيح ما يصحبها مما يوهم التطاول والافتخار على من ليس له مثله فيما حصل له أو أن يعتقد أنه يستحق لأجل ما حصل له تعظيم الناس إياه أو منزلة رفيعة عند الله على القطع فيعود الى معنى الكبر) لأنه أحد أسبابه فيتولد مع العجب الكبر الذي منه الآفات المتقدم ذكرها في بابه وذلك مع العباد واما مع الله تعالى فإنه يؤدي الى ثمان آفات: الأولى نسيان الذنوب فلا يتفقدها لاعتقاده أنه مستغن عن ذلك لاعجابه بحاله وظنه أنه مغفور له.

  الثانية أنه يستعظم أعماله ويتبجح أي يظهرها ويفخر بها ويمن بها على الله وينسى أنها نعمة من الله عليه لتوفيقه وتمكينه منها وأيضا فإن من العجب أن يعمى عن آفات أعماله فيكون أكثر عمله ضائعا فإن الأعمال الظاهره إذ لم يكن لها تفقد حتى تكون خالصة لله تعالى عن الشوائب لم تكن عند الله نافعة قال الله تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ