فصل
  والخانات. وقال أنس بن مالك كنا جلوسا عند النبي ÷ فقال: يطل عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة قال: فطلع علينا رجل من الانصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في شماله.
  وقال في اليوم الثاني وقال في اليوم الثالث كذلك والرجل يطلع علينا في هذه الأيام قال: فلحقته وقلت أريد أن أعرف عملك فقال ما لي من عمل ولكني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه فقلت هذه التي بلغت بك وهي لا تطاق هذا لفظ ما في التصفية.
  وفي كتاب المنذري أبسط منه وان التابع للرجل عبد الله بن عمر وأنه بات عنده ثلاث ليال لينظر عمله ثم أخبره بقول رسول الله ÷ فقال «ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحدمن المسلمين غشأ ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله أياه» فقال عبد الله هذه التي بلغت بك رواه احمد بأسناد على شرط البخاري ومسلم والنسائي (ومدافعته واجبة ويكون باستحضار ما ورد به الشرع من تقبيحه والترهيب لصاحبه وما ورد في تهجيته وذمه) كما تقدم (ولقول بعض العلماء الحكماء الحسود غضبان على من لا ذنب له) وفيه آثار كثيرة تركتها اختصاراً واكتفاء بالاخبار النبوية (ومنه) أي من الحسد (تمني كون الذي للمحسود له لا سؤال الله أن يفعل له كما فعل للمحسود) من دون ان يحب زوال النعمة من المحسود فإنه لا أثم عليه لما تقدم أنها الغبطة (ودليل الطرفين قوله تعالى {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ}[النساء: ٣٢] الآية {بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا