رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 171 - الجزء 1

  المغفول عنها لا لمصلحة بل قصداً لوضعه وحطاً لمرتبته التي حسده عليها) كما قالت الكفرة للرسل {مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ١٥}⁣[يس] وغير ذلك من الأقوال (هكذا قيل) ان القول في نفسه حسد (الأولى ان يجعل ما هو بالقول مما ذكر من مقتضيات الحسد لا قسما منه فإنه من اعمال القلب خاصة والله أعلم) قلت والقول هو نتيجة الحسد الواقع في القلب كما قيل:

  ان الكلام لفي الفؤاد وانما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا

  وكما تقدم في الكبر انه في القلب فإذا انضم اليه فعل أو قول كان تكبراً ولعله أغلظ وأشد وأبشع (ومنها تكلف الطعن على كلام المحسود من العلماء في مؤلفاته وفتاويه وتقبيح صناعته فيها لا لمصلحة) ومع ما في قلب الحاسد قد يستبشع كلام المحسود وان كان حسنا ويتكلف له المناقضة والطعن فيه بأي وجه وما ذلك إلا نتيجة الحسد لا غير فما أعظم وزر الحاسد عند الله وخبث نيته وما اعظم أجر المحسود وحسن نيته وشتان ما بينها (ومنها ترك التعريف بما يعرفه من محاسن المحسود ومكارمه في مقام يقتضي ذلك) كأن يسأله أمام أو نحوه كيف فلان في أمانته ودينه وكماله فلا يعرفه بما يعلمه وأما لو ذمه فأنه يلحق بما سبق وكلاهما من نتائج الحسد التي يعاقب عليها الحاسد. فليتق الله