فصل
  المرء بجهاد نفسه حتى ينجيها مما يهلكها.
  (ومنها ايراد الملغزات عليها طلباً لغلطة وعلى كثرة وقوع الحسد من حملة العلم ودخول الشيطان بينهم من هذه الجهة نبه الخبر الوارد في كتاب الفردوس والله اعلم بصحته وهو لا تقبلوا قول العلماء بعضهم على بعض فإن حسدهم عدد نجوم السماء وان الله لا ينزع الحسد من قلوبهم حتى يدخلهم الجنة) الله اعلم بصحة هذا الخبر اذ لم يوجد في غير ما ذكره الامام # فإن كان فإن العلماء العاملين يجاهدون أنفسهم الجهاد الاكبر لتعظم درجتهم عند الله تعالى بسبب الجهاد لما يعرض لهم من ذلك ولعله وجه الحكمة ولذا قال في آخره حتى يدخلهم الجنة فإنه محمول على ما ذكرته وعلى التوبة النصوح.
  ومما ورد في ذم الحسد في الصحاح في كتاب المنذري عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخواناً كما أمركم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا التقوى ها هنا ثلاثاً ويشير الى صدره بحسب امرئ من الشر ان يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله» رواه مالك والبخاري ومسلم واللفظ له وأبو داود والترمذي.
  وعنه أن رسول الله ÷ قال «لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الايمان والحسد» رواه ابن حبان في صحيحه وعن عبد الله: قال قيل يا رسول الله أي