رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 174 - الجزء 1

  الايمان وعينه، وناهيك بها جناية على الدين مع غشك لرجل من المسلمين وأهل الايمان وترك نصيحته وفارقت في ذلك طريقة أولياء الله وأنبيائه في حبهم الخير لعباد الله وشاركت ابليس وحزبه في محبتهم ازالة النعم وانزال البلايا بالمؤمنين مع ان هذه خبيثة قد نبه عليها الرسول ÷ تأكل الحسنات وتمحوها.

  وأما الضرر عليك في الدنيا فإنك تتألم بحسدك في الحال وتتعذب به ولا تزال في كمد⁣(⁣١) اذ لا تخلو لعدو من نعم الله تعالى التي تراها وصرف البلايا عنه فلا تزال مغموماً بذلك مها بقيت حاسداً ولا يطيب لك عيش بسبب ذلك والعاقل لا يكون هكذا يرضى بالضرر على نفسه في دينه ودنياه من غير نفع يصل اليه الا هلاك دينه ودنياه.

  اللهم أجرنا من غضبك يا خير مستجار.

  الثاني أن تعرف انه لا ضرر على المحسود في دينه ولا دنياه بل ينتفع به فيها لأن نعمته لا تزال عنه بحسدك له بل ما قدره الله له من دوام نعمته فلا حيلة لك في دفعه لأن كل شيء عنده بمقدار ولكل أجل كتاب.

  هذا في الدنيا، وأما في دينه فإنك ظالم له بحسدك، فإن جرى منك في عرضه عيبة أو قدح أو هتك ستر أو ذكر شيء من مساويه فإنما هي هديه تهديها اليه من حسناتك.

  وأما منفعته في الدنيا فإن أهم اغراض الاعداء شنأة عدوه وإيصال الغم اليه، ولا عذاب أعظم مما أنت فيه من الحسد فقد صرت جانياً على نفسك وعدوك في نعمة وأنت


(١) الكمد الحزن المكتوم انتهى مختار.