رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 175 - الجزء 1

  في غم طويل مهلك دنيا وآخرة كما قال تعالى {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}⁣[فاطر: ٤٣] وكما قيل شعراً:

  أصبر على حسد الحسو ... د فإن صبرك قاتله

  فالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله

  وأما مداواة الحسد بالعمل فينبغي ان يكلف الحاسد نفسه ضد ما تهواه فإن هويت القدح في المحسود كلفها المدح وان هويت التكبر كلفها التواضع وان هويت كف الانعام والاحسان الزم نفسه الزيادة فيه فيحسن اليه وان ابت نفسه ذلك وان شق عليه فإنه يعظم أجره بقدر المشقة ومها عرف المحسود هذا من الحاسد طاب قلبه وأحبه فيزول الحسد لمعرفة الحاسد محبة المحسود له.

  فعليك بهذه الأدوية فإنها نافعة جداً وان كان فيها غاية المرارة.، لكن من لم يصبر على مرارة الدواء لم ينل حلاوة الشفاء.

  وعليك ايضاً بقلع أسباب الحسد المتقدم ذكرها لأنه لا يزول بالكلية إلا بقلع أسبابه وكل علاج في قلعها مذكور في موضعه فأستعن بالله تعالى واعمل تفز برضوانه.

  اللهم إنا نسألك العفو والعافية والرضوان يا أرحم الراحمين.