فصل
  الصلة ان كان رحماً أو قضاء دين أورد مظلمة أو ما يجب للمسلم على أخيه المسلم من رد سلام وجميع ما يجب، وكل ذلك حرام يعاقب به ويحاسب عليه فعليك أيها المطلع بالاحتراز من الآفات الثمانية واذا عرض لك شيء منها والعياذ بالله فدار كل شيء بضده لتنجو من غضب الله عليك فتلازم للمحقود عليه البشاشة به والرفق ونحوه والعناية بالقيام بحاجاته والمجالسة له على ذكر الله تعالى ومعاونته على المنافع والدعاء والثناء عليه والتحريض على بره ومواساته فتنال بذلك الفضل العظيم والثواب الجسيم الذي الدنيا وما فيها بالنظر الى ثوابك عليه كلا شيء فإن الأجر على قدر المشقة قال الله تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}[آل عمران] فكل درجة أفضل مما قبلها نعم والفرق بين الحسد والغل قول الإمام # (والحسد كراهة المنفعة والغل ارادة نزول المضرة أو فوت المنفعة)(١) أما (العداوة) فهي الأرادة المذكورة مع العزم على (انزال الضرر بالعدو إن امكن هكذا) قيل ودليل قبحه قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا}[الحشر: ١٠]. وقوله تعالى ({وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}[الأعراف: ٤٣] ونحو ذلك) وقد تقدم في أول هذا.
  وفي الحسد شيء مما ورد عن رسول الله ÷ في ذلك، وسيأتي مزيد ان شاء الله تعالى.
  وجميع ما ورد في التهاجر والتشاحن يؤيد ذلك ومنه ما ذكره في كتاب
(١) والغل ارادة نزول المضرة أو فوت المنفعة.