رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 180 - الجزء 1

  خصال المؤمن أوضع له قال: كثرة الكلام وإفشاء السلام وقبول كل واحد (والاجماع منعقد على قبح هذا الظن وعلى وجوب التأويل ما أمكن ويدل على وجوبه قوله تعالى) في آيات الأفك {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ١٢}⁣[النور] أي كذب (اذ لا يمكن ظن الخير بغير تأويل) فشرعاً أن المؤمن يتأول لاخيه المؤمن أن سمع فيه شيئاً (وما ورد عنه ÷ مما معناه أنه اذا رأى المؤمن على خصلة مستكرهة تأول له الى نيف وسبعين تأويلا وهو أحد موجبات الغل ومدافعته واجبة) وقد تقدم علاج الغل فخذه من هنالك (فإن ألح انقلب وأبى أن ينتهي عنه وجبت عليه مباحثة من ظن به السوء ليحصل أحد المخالص اما اعترافه أو توبته فيهديه الله على يديه وهو خير له مما طلعت عليه الشمس واما اعترافه وتمرده فيخرج عن خطر الظن عن غير تحقيق الى العلم اليقين الذي لا خطر فيه) لأنه قد خرج عن كونه ظناً بالاعتراف (واما انكشاف كذب كل تلك الامارات الموجبة للظن) وزال ذلك الظن المحظور بظهور كذبه قال جار الله الزمخشري في كشافه ما معناه في تفسير قوله تعالى {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات: ١٢] ان في الظنون يوجب اجتنابه من غير تبيين ولا تعيين لئلا يجترئ أحد على ظن إلا بعد نظر وتأمل) وتمييز بين حقه وباطله بأمارة ينتفع بها مع استشعار التقوى، والحذر ولو عرف⁣(⁣١) لكان الأمر بأجتناب


(١) اي الكثير في قوله تعالى اجتنبوا كثيراً بالكلام: انتهى.