فصل
  مسلم والجهد في ادخال السرور عليهم الرابع والعشرون ان يعود مرضاهم ويدعو لهم واظهار الرقة لهم والرحمة الخامس والعشرون ان يشيع جنائزهم وان يقف حتى يدفن الميت لما ورد في الخبر السادس والعشرون ان يزور قبورهم وإنما القصد بذلك الدعاء والاعتبار وترقيق القلب السابع والعشرون خفض الجناح ولين العريكة أي الطبيعة بالتواضع الثامن والعشرون أن لا يستصغر أحداً حياً كان أو ميتاً منهم التاسع والعشرون ان يكون عائداً عليهم مها أمكنه بكل منفعة الثلاثون ان يدفع عنهم ما استطاع دفعه من كل مضرة ومهتماً بأمر الاسلام والمسلمين.
  هذا على التفصيل والجملة الجامعة للآداب ومحاسنها مع عموم الخلق أن لا يستحقرن احداً ولا ينظرن الى أهل الدنيا بعين التعظيم لهم لأجل دنياهم لأن الدنيا صغيرة عند الله صغير ما فيها فاذا عظمت الدنيا عندك سقطت من عين الله تعالى ولا تبذل لهم دينك لتنال دنياهم فتصغر في أعينهم ثم تحرم دنياهم ولا تعاديهم بحيث تظهر العداوة فيطول الأمر عليك حتى يذهب دينك ودنياك فإن رأيت منكراً أنكرته حسب الاستطاعة والحال ولا تحقد عليهم ولا تسكن اليهم ولا تطمع أن يكونوا لك في السر كما تراهم في العلانية، فإنه طمع كاذب ولا تطمع بما في أيديهم تستعمل الذل ولا تنال الغرض ولا تكثر الشكاء عليهم بحالك تعرضاً لعطائهم فيستثقلوك ولا تطاول عليهم بأستغنائك عنهم فإن الله