فصل
  ملجئك اليهم عقوبة للتكبر فإن سألت احداً حاجة فلم يقضها فلا تعاتبه فإنه يصير عدواً لك يشق عليك مقاساته ولا تشتغل بوعظ من لم يقبل فإنه يعاديك فليكن وعظك له تعريضاً وارسالاً من غير تنصيص على شخص بعينه فإن منهم خير فاشكر الله وأن أتاك شر فأستعذ بالله والجأ إليه فإن القلوب بيده ولا تكافئ بالشر فإنه يكون ضرراً وكن سامعاً لحقهم ناطقاً به أصم عن باطلهم صموتاً عن مساويهم واحذر صحبة اكثر الناس فإنه لا خير فيهم ولا يؤمن شرهم، قال ÷ «وجدت الناس أخبر تقلة» أي اذا اختبرتهم تركتهم وقال ÷ «الناس كابل مائة لا يوجد فيها راحلة» ذكر معني هذا مولانا المؤيد بالله يحيى ابن حمزة عادت بركاته هذا وأما حقوق الوالدين وحق الولد والزوج والزوجة والجار فقد جمعته في كتاب الرضوان فخذه من هنالك ان شئت وهذا مما ألحق بالموالاة والمعاداة قال الامام # (وليس من المعاداة ما جرت به العادة بعروضه بين الاتقياء وكثير من الفضلاء وهي الوحشة(١) وعدم الاختلاط كما كان بين أمير المؤمنين # وبعض الصحابة وبين الحسنين وأخيهما محمد وبين الحسن البصري وابن سيرين وغيرهم اذ لا يريد أحدهم نزول ضرر بصاحبه بل عكس ذلك)، وهو انه يريد له الخير ويكره له الشر (فلا عداوة)
(١) هي الانقطاع وبعد القلوب عن المودات. انتهى مصباح.