فصل
  هذا من حسناته، وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار». رواه مسلم والترمذي وغيرهما دل ذلك على ما ذكره #.
  (الثالثة) من الجهات التي تنظر اليها (ان ذلك الذام المسكين قد جنى على دينه حتى سقطت منزلته عند الله وهلك بافترائه وتعرض للعقاب فلا تجمع عليه الى غضب الله غضبك فتشتد شماتة(١) الشيطان به) وليس لك فائدة في ذلك (بل قل اللهم أصلحه اللهم تب عليه اللهم ارحمه كما قال النبي ÷ وقد ضربه قومه «اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون» وكما دعا ابراهيم بن أدهم لمن شجه بالمغفرة، وقال اللهم اعلم اني مأجور بسببه فلا أرضى أن يكون هو معاقباً هكذا ذكره علاء الطريقة) قال الله تعالى في ذلك {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ١٣٤}[آل عمران] (قلت الترقي الى هذه الدرجة من خواص افراد أولياء الله وقل من ينتهي به حظه الى هذا المقام) الارفع الذي يبلغ به العبد الى الفوز الاكبر من رضاء الله تعالى (لكن على العبد استفراغ الوسع في التخلق بأخلاق الصالحين) في جميع أخلاقهم (ولا يمنعه العجز عن بلوغ الدرجة القصوى عن الترقي الى الدرجة الوسطى) أي العليا لأن الوسط الخيار. قال الله تعالى {أُمَّةً وَسَطًا}[البقرة: ١٤٣] أي.
  العليا لأن أي خيارا (والله الموفق والمعين) ويمكن أن مراد الامام # ان العبد اذا لم يمكنه بلوغ الدرجة العليا
(١) الشماتة والفرح بالمصيبة انتهى. مصباح.